كيف ينظر الإنسان الى ذاته

كيف ينظر الإنسان الى ذاته

كتاب " اكتشف ذاتك "للدكتور بشير الرشيدي

تعلم تقدير ذاتك 



نظرة الإنسان إلى ذاته* 
إن المحور الأساسي الذي يشكل ذات الانسان هو نظرته إلى ذاته وليس نظرة الآخرين إليه , ولن تؤثر نظرة الناس إليه في حالة قبوله تلك النظرة . فإن قبل نظرة الناس إليه تقديرا أو تحقيرا فقد سلم نفسه لهم , يتشكل حسب ما يريدون, ويسعى أن يحقق لهم الصورة التي يرسمونها له كما يشتهون . 

تعلم تقدير ذاتك

وبغض النظر عما يملك الانسان من إمكانيات أو إن كان لا يملك منها شيئا فإن القضية المحوريه التي تشكل ذات الإنسان وتجعله شيئا مذكورا هي نظرته لذاته , فإن كان مقدرا لذاته فقد أصبح شيئا , وإن لم يقدر ذاته أصبح لا شيء. فالقضية مرتبطة بالانسان وليس بنظرة الناس إليه.أشعر أني لم أفصح عما أريد , ولكنني أسطر فكرة بسيطه. وهي أن الظروف التي يظن بعض الناس أنها تصنع الانسان لا يستطيع أن تجعل من الانسان شيئا مذكور. مالم يكن اختياره من الداخل أن يكون شيئا مذكورا . فليس حسبه أو نسبه أو ماله أو جاهه هو الذي يرفعه. ولكن تقديره لذاته هو الفيصل بين كونه شيئا أو لا شيء. الامر مرتبط بنظرة الإنسان إلى ذاته من الداخل وليس مرتبطا بالظروف الخارجيه التي تحيط به . فالقضيه الجوهريه بين كون الانسان شيئا أو لا شيء ابتداء ليست مرتبطه بالظروف الخارجيه كما اسلفنا ولكنها مرتبطه أساسا بتقدير الذات. فمن نظر إلى ذاته نظرة تقدير وعرف إنجازاته وحدد غاياته ودرس إمكانياته , فقد أصبح شيئا مذكورا , بغض النظر عن المحيط به , أو نظرة الناس إليه , ولهذا الفقر والغنى لا يشكلان الانسان ,والبيئه الخارجيه لاتفرض على الانسان مسارات محدده . وإنما يمكن أن يكون الفقر دافعا نحو المجد , وقد يكون الغنى وسيلة للدعه والهوان . الأمر ليس مرتبط بنظرتك الداخليه لنفسك وما تريد تحقيقه في حياتك. اذن من أراد أن يكون شيئا فلا بد أن يقدر ذاته. كلمة إعلان لكل الناس . إن القضية أن تكون شيئا أو لا تكون مرتبطه بتقدير الذات. وليست بالظروف التي يوجد فيها الإنسان أو الامكانات الماديه والاجتماعيه أو السياسيه التي تتوافر لديه. وإنما الأمر مرتبط بنظرة الانسان الى ذاته. وكيفية استثمار إمكانياته لتحقيق غاياته. فمن كان لديه تقدير الذات فقد أصبح ابتداء شيئا مذكورا, وإن لم يره الناس كذلك , وإنما نظرته إلى ذاته هي التي تحدد مكانته عند ذاته وليس عند الاخرين , وسواء رأى الاخرون تلك الذات المقدرة أم لم يروها فإن الأمر مرتبط بالانسان من الداخل وليس مرتبطا به من الخارج . هناك قصة مشهورة عند بعض الناس , يقال إن وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلاميه قد تفقد مسجدا تحت الإنشاء والتقى العاملين به , وسأل أحد العمال عن عمله يسره وعسره, فقال له اني أجمع الطوب وأصعد به الى أعلى البناء ثم أعود مرة أخرى , وهو عمل شاق ليس فيه إلا العناء. وقد مللت من هذه العمليه كل يوم , تركه الوزير وسأل آخر في مكان مختلف فقال : إني أساهم في بيت من بيوت الله , أحمل الطوب من الاسفل لكي أعمر بيت الله ليتعبد به المسلمون , فأشعر أني قد ساهمت -بكل طوب أحملها- في إتمام هذا البيت , وإني أجد نفسي في غاية السعاده , لأني أساهم في إنشاء بيت من بيوت الله , وأتطلع الى اليوم الذي أصلي به, وأنظر الى الناس من حولي وقد وجدوا مكانا آمنا يعبدون فيه ربهم. ويروي لي أحد الأشخاص أنه كان في الحرم المدني. وخرج الى الساحه ووجد عاملا يكنس الساحه ووجد عاملا يكنس الساحه فمد يده ليعطيه مبلغا من المال ولكن العامل رفض وشكره, فحاول الرجل أن يعطيه . وقال له: ( أنت مجرد عامل لاتملك من الدنيا شيئا فخذ ما يعينك على الحياة ) فنظر إليه العامل وقال؛ ( لقد اصطفاني الله من بين خلقه أن أكنس أقدس بقعة في الارض, وقد اختارني من بين الملايين من البشر لكي أحضر الى هذا المكان المقدس , وأساهم في نظافته , وهذا بحد ذاته مفخرة ونعمة كبيرة ’ لا احتاج بعدها الى عطيه من أحد ). 
يتبع:
*نظرة الإنسان إلى نظرة الآخرين إليه *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تحميل كتاب قوة المواجهة الايجابية‎

تحميل كتاب اكتشف ذاتك للدكتور بشير الرشيدي

هل تبحث عن طريقة سهلة للتغيير ..موجودة