سلسلة دروس : عوامل النجاح 2

ثانيًا: لا بد للمرء من أن يقف على أرض ثابتة (خالية من الانكسار، والتخوف، والقلق، والحماس) ليتسنى له التفكير بشكل صحيح، فالماضي لن يستطيع أحد تغييره فلم إضاعة الوقت والجهد (سواء النفسي أو البدني) في الندم؟ بل لا بد من مراجعة ما مضى، وتحديد الأخطاء وجوانب التقصير فإن لم يستطع المرء تداركها فعلى الأقل ألا يكررها. أما المستقبل فلا يعرفه أحد إلا الله وقد يكون أفضل من الحاضر أو الماضي، فلم القلق؟ ولم التخوف من مستقبل قد يكون أفضل مما سبقه؟ وعلى كل منا أن يكون شديد الثقة بالله، مطمئنًا إلى ما عنده، فالاطمئنان إلى المستقبل مستندًا إلى قوله تعالى: }إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً{( [1] ) من أهم أسباب الاستقرار الداخلي لذلك إن أنت أحسنت العمل فلن يضيع أجرك عند الله، وهل هناك اطمئنان إلى قول أقوى من الاطمئنان إلى قول الحق سبحانه؟ كما وأن أفضل الطرق للاستعداد للغد هو إنهاء عمل اليوم على أكمل وجه. أما بالنسبة للحماس الزائد فيلاحظ أن أكثر الناجحين سواء في المال أو الجاه أو العلاقات الاجتماعية, يبدؤون في تحقيق نجاحاتهم بعد تجاوزهم سن الأربعين وذلك لأن المر...